علاقة الأزمات النفسية بحدوث مرض السكري

لقد شكلت العلاقة بين الجسدي والنفسي أهم وأعقد الإشكاليات التي شغلت الفلاسفة والأطباء في العصر اليوناني وكذلك في التراث النفسي العربي . وقد فطن القدماء إلى وحدة الجسم والنفس في الإنسان وإلى تأثيرهما ببعضهما تأثيرا بالغا ، فالأمراض الجسمية قد يكون لها ردود فعل نفسية عديدة كالشعور بالقلق ، والاكتئاب ، وأحيانا القنوط واليأس وخاصة إذا كانت الأمراض الجسمية من الأمراض الخطيرة التي تهدد الحياة أو الأمراض المزمنة التي ستلازم الإنسان مدى حياته . كما أن للحالة النفسية تأثير واضح على الصحة والجسم وأن الحالة النفسية للمريض تلعب دورا مهما في حالته المرضية ، فإذا عانى المريض من القلق والتوتر والخوف تفاقمت حالته واستعصى شفاؤها ، وإذا كانت معنويات المريض عالية ويشعر بالاطمئنان  والرضا والاتزان النفسي أسهم ذلك في تحسين حالة جهاز المناعة لدى المريض ” وعند الإصابة بمرض مزمن كالسكري ، فإن المصاب به قد تسوء حالته النفـسية ، إلا أن الأفراد يختلفون في ردود أفعالهم ، فمنهم من يتكيف مع المرض ونمط الحياة الجديدة ومنهم من ينكر المرض ولا يتعامل معه بجدية ، الأمر الذي قد ينتج عنه بعض الاضطرابات  النفسية إلى جانب مرض السكري.

يعتبر مرض السكري من أهم المشكلات الصحية في عالمنا المعاصر وهو من الأمراض المزمنة التي تقتحم حياة الإنسان بصورة مفاجئة وتعرقل عليه مسار حياته حيث تصاحبه اضطرابات نفسية منها القلق الذي يعتبر من الاضطرابات الأكثر انتشارا والتي يعاني منها الفرد في كل زمان ومكان.

والأزمات النفسية وما يصاحبها من قلق وتوتر وحزن وانفعالات عوامل باعثة على الإصابة بمرض السكري ، عند المرضى الذين لديهم الاستعداد للإصابة بهذا المرض.

لكن لا يمكن للعوامل النفسية وحدها أن تؤدي إلى مرض السكري بدون وجود استعداد للإصابة ، وإلا أصبح مرض السكري ضيفا دائما في بيوتنا جميعا.

والحقيقة أن الإصابة بالمرض كانت كامنة، وبمجرد الإصابة بالمشكلات النفسية فإن أعراض المرض سرعان ما تظهر ، ولوحظ أيضا أن مستوى السكر يستقيم في الغالب بعد الخروج من الأزمات النفسية والعاطفية.

إن داء السكري رفيق طريق إذا احترمته احترمك ، وإذا تجاهلته دمرك