اللجوء إلى الله

ربنا عز وجل خلق الخلق لا ليستكثر بهم من قلة، ولا ليستنصر بهم من ذلة، خلقهم و هو غني عنهم. عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال: «يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم مسألته ما نقص ذلك عندي إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم: أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله عز وجل. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.» رواه مسلم. ومع ذالك ارسل الرسل وانزل الكتب بامرين تقوم الحجة وتطلع المحجة ولا يهلك على الله الا هالك وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. على انه ما تقرب  احد الى الله ليلا باعظم من الصلاة له و الوقوف بين يديه و السجود له على الله عز وجل على اوليائه ياخد النصر، لقوله تعالى(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفاً وطمعاً وممّا رزقناهم ينفقون) (السجدة 16).و قال تعالى : فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .

اللجوء الى الله هو دعاء الصالحين حتى كان في دعائهم اللهم اغنني بالافتقار اليك و لا تقرني بالاستغناء عنك. من وجد الله لن يفته شيء، ومن فاته الله لم ينفعه شيء. أنشد ابن الأعرابي:
أبا مالك لا تسأل الناس والتمس … بكفيك رزق الله فالله أوسع
فلو تسأل الناس التراب لأوشكوا … إذا قلت هاتوا أن يملوا ويمنعوا.

يقول احدهم لا تسألن بني آدم حاجةً و سل الذي أبوابه لا تُحجبُ الله يغضبُ إن تركت سؤاله
و بُنَيَّ آدم حينَ يُسألُ يغضبُ. قال العلامة النحوي عبدُالرحمن بن علي المَكودي:
إذا عرضت لي في زماني حاجة،،، وقد أشكلت فيها علي المقاصد
وقفت بباب الله وقفة ضارع ،،، وقلت إلهي إنني لك قاصد
ولست تراني واقفا عند باب من،،، يقول فتاه: سيدي اليوم راقد

وهذا يعني : إذا حصلت له حاجة من الحاجات ولم يعرف أين يقصد وأين يتوجه، يقف بباب الله ضارعا ويقول : إلهي إنني لك قاصد، ولا يذهب إلى الأغنياء يقف عند بابهم، فيذل بذلك الوقوف ويقول له خادم ذلك السيد: إنه اليوم راقد، فالله عز وجل لا يرقد ولا ينام، يقضي حاجة الإنسان في أي وقت أتاه من ليل أو نهار.

احيانا تضيق عليك الاسباب ليقع عليك البلاء و لا تعلم اين تذهب ولاين تتجه ولا حتى مع من تتكلم، تمشي في الطريق وترى ان الطريق رغم سعته ضيق عليك، وتنظر الى السماء فتراها قد اطبقت عليك، تنظر اللى الارض رغم سعتها تراها لا تتسع لك، فلا تعلم اين تتجه وهنا اعلم اذا اشتدت عليك هموم الحياة ان تتجه الى الله، كما قال يعقوب عليه السلام انما اشكو بثي وحزني الى الله، الى الله و لا احد سواه لانه يعلم ما في قلبي قبل ان اشكو به، حتى ايوب عليه السلام لما عانى من المرض اكثر من ستين سنة  بالعافية ابتلاه الله بثمانية عشر سنة ان يكن تحت البلاء فلجا الى ربه فقال عليه السلام ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين،فسمع الله شكواه واستجاب دعواه، وكشف بلواه، و قال فاستجبنا له.

اللهُ -تعالى- هو الملاذُ في الشدة، والأنيسُ في الوَحْشَة، والنصيرُ في القلة. ومن عَرَفَ اللهَ حقًا ناجى ربَهُ إذا أمسى وإذا أصبح ألا يتولاه أحدٌ إلا الله، ويسألُ ربَهُ وهو يُناجيه أنه جل وعلا يتولاه بولايته، وأن لا يجعلَ في قلبِهِ أحدا إلا الله، فإنْ…

مدونة السعادة | الاتصال بنا