الحسد هو عبارة عن الشعور بالغيرة والحقد عند رؤية شخص ما ينعم بنعم الله عليه سواء في المال أو البنون أو الصحة أو الدين ولا يكتفي بهذا بل أنه يتمني زوال هذه النعم من هذا الشخص و الشعور بالسعادة عندما يلحق به الضرر وممكن أن يصل الأمر إلى حد الشماتة أو تمني زوال النعم من شخص ما و الحصول على مثلها دون تمني الخير للغير.
وقد تم ذكر الحسد في القرآن الكريم فقال الله تعالى {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ} (سورة الفلق-4) وقوله تعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً} (سورة النساء-54)
كما أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حذر من الحسد و العواقب المترتبة عليه
عن أبي هريرة قال أن النبي قال: {لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد }وقوله: { إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال العشب }
والدين الاسلامي حث على عدم الحسد لأنه سبب في تدمير الأشخاص و العلاقات بين البشر فالحاسد والمحسود بلاشك سيكون للحسد تأثير قوي عليهما .
أعراض الحسد
سيلحق الضرر بالشخص المحسود سواء في حياته الأسرية أو العملية وفي شتى مجالات حياته حيث أنه سيعاني من هذه الأعراض :
سيلاحظ المحسود أنه كثير الشكوى من الصداع النصفي بشكل مستمر و تنميل الأطراف بدون وجود سبب واضح
– سيشعر أيضاً بعدم القدرة على التركيز ورغبة شديدة في الحزن والبكاء والعزلة عن الناس
– سيفقد الشعور بالسعادة في كل الأوقات و سيجد أن الأحزان والمتاعب مسيطرة عليه بشكل تام .
– الشعور بالعصبية وتوتر الأعصاب بشكل مستمر يصاحبها شعور بالاحباط و فقدان الثقة بالنفس وفي من حوله .
– سيشعر بالأرق وعدم القدرة على النوم والراحة مع زيادة عدد ضربات القلب .
– سيعاني من رؤية الكثير من الكوابيس المزعجة مثل رؤية الثعابين و الحشرات و الكلاب السوداء و الدماء والفئران وغيرها من الأمور المزعجة .
– الشعور بالعديد من الأوجاع في الجسم والعظام بدون وجود سبب واضح لهذا الشعور .
– عدم انتظام الدورة الشهرية وحدوث الإجهاض في حالة الحمل وعدم الشعور بالراحة مع الشريك والأهل .
– عدم القدرة على الانتظام في الصلاة وقراءة القرآن الكريم و عدم المواظبة على الأذكار .
– ظهور حبوب حمراء اللون على البشرة مع تساقط الشعر .
– الشعور بأوجاع في المعدة و الجهاز الهضمي مع فقدان الكثير من الوزن .
أسباب الحسد
من الأسباب التي تدفع الشخص للحسد :
– الشعور بالكراهية والعداوة تجاه شخص ما مما يترتب عليه تمني الحاق الضرر والأذى لهذا الشخص وسيشعر الحاسد بالحزن عندما يجد هذا الشخص غارق في نعم الله سواء في حياته الزوجية أو حياته العملية أو حياته الأسرية وسيشعر بالسعادة والفرح عندما يحدث لهذا الشخص مصيبة ما .
– حب الدنيا و والسلطة من الأسباب التي تدفع الشخص للحسد حيث أنه يشعر دائماً بالرغبة في التفوق و أن يحتل المراكز العالية ويحزن عندما يجد شخص أخر متفوق في مجاله و يتمنى زوال هذه النعمة منه و الشماتة عند حدوث مكروه لهذا الشخص بل في بعض الأحيان يصل الأمر إلى تمني الموت لهذا الشخص .
علاج الحسد في القرآن الكريم والسنة النبوية
– على الشخص الذي يشعر بأعراض الحسد أن يلتزم الوضوء و أن يحرص دائماً على أن يكون على طهارة ووضوء .
– الالتزام بالصلاة و الحرص على أداء جميع الصلوات في أوقاتها و خاصة صلاة الفجر مع قراءة المعوذتين وآية الكرسي .
– في حالة معرفة شخصية الحاسد على الشخص المحسود أن يطلب منه الوضوء ثم يتوضأ بماء وضوءه .
– على الشخص المحسود أن يحرص على قراءة القرآن الكريم وخاصة المعوذتين وسورة الإخلاص وسورة الملك كل يوم قبل النوم و قراءة سورة يس و سورة الجن وسورة الرحمن في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم أما في المساء عليه قراءة سورة المعارج و سورة الصافات كما أن سورة البقرة في غاية الأهمية لعلاج العين والحسد .
– يجب على الشخص المحسود الالتزام بالرقية الشرعية فهي سبب رئيسي للشفاء من الحسد وقد حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم .
– من الأفضل أن يحرص الشخص المحسود على الأذكار وخاصة أذكار الصباح والمساء و اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء و المداومة على الاستغفار .
– من الأفضل أن يستعين الشخص بالكتمان في قضاء حوائجه حتى يبعد عنه عين الحاقدين و الحسد .
فالحسد سبب رئيسي في قطع العلاقات التي تقوم على المودة بين الناس فهو يولد الحقد والكراهية وتمني الشر للغير و في بعض الأوقات يقع الحاسد في المعصية بسبب عدم شعوره بالرضا بما رزقه الله والنعم التي اعطاها الله له .