في أي وقت يتخذ المسلم قرارًا ، يجب عليه أو عليها طلب توجيه الله وحكمته. الله وحده يعلم ما هو الأفضل لنا ، وقد يكون هناك خير فيما نراه سيئًا وسيئًا فيما نراه خيراً لقوله تبارك و تعالى(وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون ). لكن شرع الله ‑تعالى صلاة الاستخارة تفاديا للتردد، فيُقبل الإنسان على الأمر وهو مطمئن النفس ومرتاح البال لانه فوض امره لله و جعل الله يختار له ماهو خير له.
إذا كنت مترددًا أو غير متأكد من قرار يتعين عليك اتخاذه ، فهناك صلاة محددة للتوجيه (صلاة الاستخارة) يمكنك القيام بها لطلب معونة الله في اتخاذ قرارك. هل يجب أن تتزوج هذا الشخص المعين؟ هل يجب أن تحضر هذه المدرسة العليا؟ هل يجب أن تأخذ عرض العمل هذا أم ذاك؟ الله أعلم ما هو الأفضل لك ، وإذا لم تكن متأكدًا من خيارك ، فاطلب الهداية.
صلاة الاستخارة أداة قوية أعطانا الله لنطلب الهداية في كل الأمور. لا ينبغي أن نتردد في صلاة الاستخارة قبل اتخاذ أي خيار في حياتنا ، كبير أو صغير.
من المهم أن نصلي هذه الصلاة بإخلاص ، عالمين في قلوبنا أن الله وحده هو الذي يهبنا الإرشاد الذي نطلبه ، وقررنا اتباع الهداية التي يعطينا إياها ، حتى لو تعارضت مع رغباتنا.
وعلى المُستخير بعد ذلك ألا يتعجل نتيجة الاستخارة، ولا يُشترط أن يرى رؤيا تدل على الخير أو الشر في الأمر المُستخار من أجله، وإنما قد يظهر أثر الاستخارة في صورة رؤيا، أو سرور واطمئنان قلبي، أو تيسير حال، ويُفضل تكرارها حتى يحصل اطمئنان القلب.
وعليه -كذلك- أن يفوض الأمر لله تعالى، ويعلم أنه إن كان خيرًا فسوف ييسره الله تعالى له، وإن كان شرًا فسوف يصرفه الله عنه؛ راضيًا بما يختاره الله تعالى له، فليس بعد استخارة الله عز وجل ندامة.
دعاء صلاة الاستخارة:
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ:
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166).
كيفية صلاة الاستخارة:
النية (لابد من النية الخالصة قبل صلاة الاستخارة، تنوي ان يهبك الله الارشاد في الامر الذي تريد ان تعرف هل هو خير لك ام لا ).
تتوضأ وضوءك للصلاة.
تكبيرة الاحرام. في الركعة الاولى تقرأ سورة الفاتحة ثم سورة الكافرون، و في الركعة الثانية تقرأ سورة الفاتحة ثم سورة الاخلاص. في اخر الصلاة تسلم.
بعد السلام من الصلاة ترفع يديك متضرعا ً إلى الله ومستحضرا ً عظمته وقدرته ومتدبرا ً بالدعاء.
يستحب أن يفتتح الدعاء بحمد الله والصلاة على رسوله ويختمه بذلك ثم يدعو بدعاء صلاة الاستخارة و يسمي حاجته في اخر الدعاء:
⇐الدعاء:
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166).
وفي الاخير فوض امرك لله وتوكل عليه واعلم ان الله رب الخير لا يأتي الى بالخير، واسأل الله ان يرزقك و يحقق لك ما تتمنى ويرزقك من حيث لا تحتسب.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.