باسم الله الرحمان الرحيم
مع نهاية سنة 2019 وبداية سنة 2020 ,عرفت البشرية نزعة وبائية حرجة التي حولت كل ارجائه الى بقع محظورة بسبب انحسار الوباء فيها.
لكن هذا الاخير كان لنا اكبر درس .درس يعلم البشرية جمعاء ،علمنا الكثير و الكثير، اصبحنا نقدر نعم الله علينا التي لم نكن نشعر بها من قبل رغم صعوبة ومرارة هذه الجائحة التي نمر بها الى ان في ثناياها دروس وعبر يجب ان لا تنتهي حتى نكون قد اعتبرنا بها لنكون قد ازددنا صلابة وقوة واصبحنا ندري كيف نتصرف مع مثل هذه الظروف الطارئة وكيفية التعامل معها ومسايرتها باحسن الطرق الممكنة.
علمتنا ان الحرية هي اكبر نعمة انعمها الله علينا لكن لم نقدرها الا عندما لازمنا البيوت وان الحجر اشبه بسجن منزلي لكنه متطور.
علمتنا نعمة اللمة و صلة الرحم مع الاصحاب والاحباب التي فقدناها من اجل حمايتهم و حماية انفسنا.
علمتنا نعمة المساجد التي هي اكبر خسارة لنا امضينا رمضان بلا مساجد رغم اقامة الصلاة في البيوت الا ان طعم الصلاة بالمساجد حياة اخرى فهو قلبنا النابض وبيت الله تبارك و تعالى.
علمتنا ان نتقبل انفسنا ونعمل جاهدين على تغييرها للاحسن لانه لاشيء يدوم فقط اعمالنا الخيرة كما رئينا كم حصدت من ارواح البشر فهي لم تفرق بين صغير ولا كبير غني ولا فقير…
علمتنا ان نقوي مناعتنا الروحية و ننظفها من الغل و الحسد و البغض لننعم براحة وسعادة و نتمنى الخير للكل حتى الذين يكرهوننا لاباس في ذالك فجزاء الاحسان الا الحسان.
علمتنا اننا ضعفاء امام اقدار الله وان سر الله وقدرته توضع في اضعف مخلوقاته.
علمتنا ان قيمة العلم هو الاولى للشعوب وان الاطباء و العلماء هم من يستحون التكريم و الشهرة وليس المغنيين و الممثلين واصحاب نشر التفاهة نحتاج الى اشخاص اقوياء بالعلم و الخبرة وليس باغنية عابرة…
علمتنا و علمتنا …. حقا تعلمنا منها الكثير و كأن الله تعالى ارسلها لنا لنعيد التفكر و التدبر في الكثير من الامور التي كنا في غفلة عنها لكن حان الوقت لتغييرها.
تقتنا بالله اكبر فلا خوف و لا فزع من هذا المخلوق الغير المرئي مادمنا نتفائل به خيرا سوف يرفع الله تعالى عنا هذا الوباء ونعود الى حياتنا حاملين معنا دروس وعبر…
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته